في مرحلة بالغة الحساسيَّة في الوطن العربي؛ جاءَت زيارة جلالة ولي العهدِ السعوديِ الأمير محمد بن سلمان في توقيتٍ حرج من تاريخِ الأمةِ العربيةِ، نظرًا للأحداث الجارية في المنطقة ومجالها الإقليمي والعالمي بالكامل.
ولقد حَظَتَ الزيارة باهتمام كبير وبتغطية إعلاميَّة واسعة، كما أعقبها مؤتمرات صحفيَّة ولقاءات رفيعة المستوى؛ لكن الظروف شديدة التعقيد التي تمر بها المنطقة اِحتلَّت الاهتمام الرئيسي من مباحثات فخامة الرئيس السيسي وجلالة ولي العهد السعودي على خلفية وجود تعاون مستمر بين المملكة العربيَّة السعوديَّة وجمهوريَّة مصر العربيَّة في حلِّ الأزماتِ بالمنطقةِ بالكامل، حيث أنه دائمًا ما يتعاون البلدان في منعِ الأزماتِ من التَفاقُمِ أو تَدَهوُرِ الأحوالِ بالوطن العربي، وهذا شيء يَعكِس مدى التفاهُم بينَ البلديْن، ومدى السيرِ في خطوطِ متوازِيَة فيما بينهُمَا.
في الحقيقةِ؛ الجميع يستشعر أن تنظيمَ زيارة ولي العهد لمصرِ خلال توقيت بالغ الحساسِيَة، يُمثِّل موقِف مُشترك بين البلديْن واتفاق على قواعدِ وأسس سيتم إرسائها للتعاملِ مع السيناريوهاتِ المحتملة في المنطقةِ، بالإضافةِ إلى التعاونِ في الاستثمارِ وضخِ الاستثماراتِ بين البلدينِ.
وإذا سلَّمنا بأن ما تم مناقشته بين القائدينِ غالبا ما يكون مطروحًا؛ بل بشكلٍ دائم في اجتماعاتِهما السابقةِ؛ لكن في هذهِ الجولةِ فإن اشتداد حرب "إسرائيل" على قطاع غزة إلى جانب غزوهم لجنوبِ لبنانِ تصدَّرت فوق طاولةِ مباحثاتِ السيسي وولي العهد.
وحسب المعطيات الأخيرة، فمن المنتظَر حصاد نتائج إيجابيَّةِ في الفترةِ القادمة، بناءً على تباحُث دوائر الصراع في المنطقةِ بين الرئيس السيسي وولي العهد، وبناءً على اللقاءات المتكرِّرة بينهما، ما سيُثمِر نتائج إيجابيَّة واستقرار مُمنتَظَرْ.
لقد اعتمد الرئيس المصري وولي العهد السعودي سياسة ترتيب الأوراق، ووضع سيناريوهات وحلول لمشاكل المنطقة العربية والمواقف الطارِئة، الأمر الذي يحفظ البلديْن والوطن العربي من اختلالِ التوازُنِ، وانتشار الفوضى، واستشراس الإرهاب، حيث طالبَ الزعيمان ببدءِ خطواتٍ للتهدِئةِ تشمل وقف إطلاق النار بقطاع غزة وفى لبنان، ومعالجة الأوضاع الإنسانيَّة المتفاقِمة، والتوقُّف عن سياساتِ حافةِ الهاويةِ، بما يوقف دائرة الصراع الآخِذَة في الاتِّساعِ.
وفي ختامِ المباحثاتِ وقع الزعيمان أوراق تشكيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، برئاسة كلً من الرئيس السيسي وولى العهد السعودي، واتفاقيَّة تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدينِ.